الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرتِه عن أخيك من كونه يريد بيع ممتلكات أبيك وأبوك ما زال على قيد الحياة، وأنه ينوي أن يطرد أمه وأختيه فور وفاة الأب، وقد تسبب لك ولوالدك في كثير من الأذى... إلى غير ذلك مما فصلتِه تفصيلاً، يفيد بوضوح أن أخاك ليس له دين ولا خلق ولا مروءة، وأنه لا يرعى لك ولا لأحد من قرابته إلا ولا ذمة، وبالتالي فلا ينبغي أن تطيعيه فيما يدعوك إليه من العمل وترك العودة، وليس من شك في أن هجرة المسلمة إلى بلاد الكفر وإقامتها فيها لا تباح إلا في ظروف ضيقة، حيث تأمن على نفسها ودينها، وتستطيع إقامة الشعائر.
وإذا قُدر استيفاؤها لجميع الشروط التي تباح بها الهجرة والإقامة في بلاد الكفر، فإن الإقامة في بلاد الإسلام، حيث تقام السنة وتوجد المساعدة على العبادة أولى بكثير من الإقامة في بلاد الكفر، فإذا اجتمع كل هذا مع ما ذكرته من النكد والتعب من جراء أفعال أخيك، ومن انعدام المأوى والدخل عندك في محل إقامتك، لم يبق أي مبرر لعدم الإسراع في تنفيذ عزمك ورغبتك في العودة، للحيلولة دون ما يريده أخوك من الفساد.
والله أعلم.