الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن البر والإحسان إلى والدتك أن تتصدق عنها بصدقة جارية لحديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمه توفيت أينفعها إن تصدقت عنها، قال: نعم، قال: فإن لي مخرافاً وأشهدك أني قد تصدقت به عنها. رواه البخاري. والمخراف هو البستان المثمر.
وكلما كان الانتفاع بالصدقة أكثر كان أجرها أعظم، ومأذنة المسجد إن كان المقصود منها أن توضع عليها الأبواق المكبرة للصوت فهذا مقصد طيب وفيه أجر؛ لأنه وسيلة إلى إبلاغ الأذان لعدد أكبر من جيران المسجد، وعليه فالمشاركة في ذلك تعتبر صدقة جارية، وأما إن كان المقصود من المأذنة مجرد الجمال فهذا أمر كمال، وعليه فالذي نرى أن نختار مشروعاً آخر غير ذلك فيمكن أن تبني مسجداً ولو صغيراً في قرية تحتاج إليه أو تشارك في بنائه أو في بناء مدرسة أو مركز صحي أو تحفر بئراً وتشتري آلة ترفع الماء لأهل قرية محتاجة أو توقف محلا تجارياً أو أرضاً زراعية لمصلحة الفقراء والمساكين أو طلبة العلم ونحو ذلك من الأعمال الخيرية النافعة.
والله أعلم.