الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما ورد من النصوص دالا على عموم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يفيد صلاحية هذا الدين لكل زمان، واستيعابه لما يستجد من أمور في كل عصر، ومن هذه النصوص قول الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ {الأنبياء:107}، وقوله سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا {سبأ:28}، وثبت في الصحيحين عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة.
ومما يدل أيضاً على استيعاب الإسلام لجميع قضايا الناس في كل زمان ومكان قول الله عز وجل: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ {النحل:89}، وذلك أن الشرع الإسلامي قد جاء بأصول كلية وقواعد عامة تمكن مجتهدي الأمة من البحث في الأمور المستجدة وإدخالها تحت أصل من هذه الأصول العامة، وما زال علماء الأمة يجتهدون في إطار هذه القواعد، وما أمر المجامع الفقهية وبحوثها عنا ببعيد، وراجع للمزيد من الفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 71031، 70570، 66692.
وأما التجديد فقد ورد فيه الحديث الذي رواه أبو داود في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها. وراجع في المفهوم الصحيح لهذا الحديث الفتوى رقم: 35667.
وننبه إلى الحذر إلى ما قد يسميه بعض الناس تجديداً وحقيقته تحريف للدين وهدم لمبادئ أساسية من الشرع الحكيم، وانظر للمزيد من الفائدة في هذا الجانب الفتوى رقم: 39878.
والله أعلم.