الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها الأخت السائلة أن الله تعالى رحيم بعباده، وأنه أرحم الراحمين، ومن رحمته بهم أنه يقبل التوبة ويعفو عن المذنبين، قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزُّمر:53}
وأخبر أنه يقبل توبة التائبين فقال عز وجل: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى: 25} بل أخبر أنه يحب التوابين فقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة: 222} وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه، فأحسني الظن بالله تعالى، واحذري القنوط من رحمة الله، فإنه لا يقنط من رحمة الله إلا الضالون، وما دمت ندمت على تلك الكبيرة وأقلعت عنها فإن الله تعالى سيغفر لك إن شاء الله، واعتبري نفسك - إحسانا للظن في الله ورجاء لرحمته ومغفرته وفضله - كأنك لم تقعي في ذلك الذنب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
وقول السائلة: هل الحج والعمرة تكفر الذنوب؟ فالجواب: نعم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد. رواه النسائي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه متفق عليه واللفظ للبخاري .
كما أن التوبة ذاتها تكفر الذنوب كما مر معنا في الحديث: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وأخيرا ننبهك إلى أن عدم الإنجاب أو الضيق في ذات اليد وغيرها من المشاكل ليست دليلا على عدم قبول التوبة. وانظري الفتوى رقم: 48830.
والله أعلم.