الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله أنك حججت وتبت مما كنت قد اقترفته من الذنوب بعدما تزوجت من ذلك الشاب الذي قلت إنه يصلي ويعرف ربه، فإنك في الحقيقة قد ارتكبت أخطاء كبيرة بما كنت عليه من العلاقة المحرمة، وبما استعنت به من الذهاب إلى قارئة الفنجان... فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى حائضاً أو امرأة في دبرها أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد وابن ماجه وغيرهما. وقال صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً. رواه مسلم.
وروى أحمد في مسنده وأبو داود من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرقى والتمائم والتولة شرك. وقد فسر ابن مسعود رضي الله عنه التولة بأنها شيء تصنعه النساء يتحببن به إلى أزواجهن. رواه ابن حبان في صحيحه.
وإذا كانت التولة شركاً، وهي ما تصنعه النساء يتحببن به إلى أزواجهن، فماذا سيكون حكمها إذا صنعته الفتاة لتحبب إليها شابًا أجنبيًا وصفته بأنه كثير السُكر.
ثم ما قلته من أنك ترجيت قارئة الفنجان لتفتح هذا الشيء، إذا كنت تعنين به أنك طلبت منها فك السحر عمن سحرته، فإن ذلك يكون خطأ آخر، لأن السحر لا يجوز حله بالسحر، بل كان من واجبك أن تسعي لحله بالقرآن الكريم والأدعية النبوية ونحو ذلك، ويمكنك أن تراجعي في ذلك الفتوى: 10981.
ثم إذا فعلت كل ما تقدرين عليه، فنرجو أن لا يكون عليك إثم بعد ذلك، ونسأل الله عز وجل أن يتقبل توبتك ويهديك ويصلح حالك.
والله أعلم.