الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العمل في البنوك الربوية حرام شرعا لما في ذلك من الإعانة على الإثم، وقد نهى الله تعالى عن ذلك بقوله: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ. والموظف في البنك الربوي معين على الربا بوجه من الوجوه.
وعليه، فلا يجوز لك العودة إلى عملك السابق في البنك المركزي أو غيره من البنوك القائمة على الربا.
وما ذكرته من المبررات والمسوغات كلها تزيين من الشيطان الرجيم ليجرك إلى معصية الله تعالى، واعلم أن الدنيا كلها متاع قليل إذا استعيض بها عن طاعة الله تعالى؛ كما قال تعالى: وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ {النحل: من الآية95-96}
يقول القرطبي: قوله تعالى: وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ: نهى عن الرشا وأخذ الأموال على نقض العهد لعرض قليل من الدنيا، وإنما كان قليلا وإن كثر لأنه مما يزول فهو على التحقيق قليل.
ولقد أحسن من قال:
المال ينفد حله وحرامه * يوما وتبقى في غد آثامه
ليس التقي بمتق لإلهه * حتى يطيب شرابه وطعامه
والله أعلم.