الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالخلاء الذي لا يذكر الله فيه ولا يدخل فيه باسمه هو الذي أعد لقضاء الحاجة من بول وغائط. وأما المكان المعد للغسل والوضوء فقط فلا يأخذ حكمه من حيث التسمية فيه على الوضوء والغسل والشرب و الأكل.
وإن كان الأولى أن لا يأكل فيه الإنسان و لا يشرب لأنه محل إزالة الوسخ من البدن.
وأما عند دخوله فالأفضل الدخول بالرجل اليسرى والخروج باليمنى لأنه مكان مستقذر وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقدم اليمنى للمكان الشريف واليسرى للمستقذر قال الإمام النووي رحمه الله في المجموع: قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: يستحب تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم كالوضوء والغسل ولبس الثوب والنعل والخف والسراويل ودخول المسجد والسواك والاكتحال وتقليم الأظفار وقص الشارب ونتف الإبط وحلق الرأس والسلام من الصلاة والخروج من الخلاء والأكل والشرب والمصافحة واستلام الحجر الأسود والأخذ والعطاء وغير ذلك مما هو في معناه، ويستحب تقديم اليسار في ضد ذلك كالامتخاط والاستنجاء ودخول الخلاء والخروج من المسجد وخلع الخف والسراويل والثوب والنعل وفعل المستقذرات وأشباه ذلك. ودليل هذه القاعدة أحاديث كثيرة في الصحيح، منها حديث عائشة رضي الله عنها " قالت: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في شأنه كله في طهوره وترجله وتنعله} رواه البخاري ومسلم.اهـ
والله أعلم.