الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن قوله -تعالى-: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ [الملك:30]، معناه: إن أصبح ماؤكم غائراً في الأرض، بحيث لا يبقى له فيها وجود، وصار ذاهباً في الأرض إلى مكان بعيد، بحيث لا تناله الدلاء، ولا غيرها من وسائل استخراج الماء، وذلك لبعد العمق الذي نزل إليه، يقال: غار الماء غوراً، أي: نضب. والغور: الغائر، وصف بالمصدر للمبالغة، كما يقال: رجل عدل.
(فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِين) أي: ظاهر تراه العيون، وتناله الدلاء، وغيرها من وسائل الاستخراج.
ومعنى الآية: أن الله تعالى يأمر نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- بأن يقول للكفار: أخبروني إذا ذهب ماؤكم في الأرض، ولم تعودوا تستطيعون الوصول إليه، فمن يأتيكم بماء جار عذب تشربون منه؟
والله أعلم.