الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من أراد طاعة الله تعالى في امتثال أوامره واجتناب نواهيه مخلصاً وسعى لذلك أعانه الله تعالى، ويسر له سلوك السبيل لأداء الطاعات، قال تعالى: ( والذين اهتدوا زادهم هدىً وآتاهم تقواهم) [محمد:17]. وأنت تريد الطاعة في أن يكون عرسك وحفلُه شرعيان، فالله يعينك ويوفقك لفعل الخير. ولكي تقنع أهلك بذلك عليك:
أولاً: أن تصلي صلاة الحاجة بأن يشرح الله صدور أهلك لما فيه الحق من مرادك، وأن تجتهد بالدعاء لذلك.
ثانياً: أن تبين لهم أن الإسلام يدعو إلى الفرحة والسرور والاجتماع في مناسبة الزواج، فشرع الوليمة، والغناء المباح بضرب الدف، وشرع التهنئة فيما بين المسلمين في هذه المناسبة، وشرع التهادي فقد روى الشيخان وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم أولم وأمر بالوليمة للعرس.
وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا رَفَّأَ الإنسان إذا تزوج قال: " بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير،" وأما بالنسبة إلى الغناء وضرب الدف فقد روى الترمذي وابن ماجه من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعلنوا هذا النكاح، واجعلوه في المساجد، واضربوا عليه بالدف"،
وأخرج النسائي من طريق عامر بن سعد عن قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاريين رضي الله عنهما قالا: ( إنه رخص لنا في اللهو عند العرس..) وروى البخاري وابن ماجه والطبراني من حديث عائشة رضي الله عنها أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال صلى الله عليه وسلم:" يا عائشة ما كان معكم لهو، فإن الأنصار يعجبهم اللهو"، وفي رواية:" فهل بعثتم معها جارية تضرب الدف وتغني".
فتبين لهم ذلك، وتقول لهم: إن هذا لا بد أن يكون في حدود ما شرع الله، وباجتناب ما نهى عنه سبحانه، فلا اختلاط ولا تبرج ولا موسيقى ولا رقص، ولا غناء فاحش أو بذيء، ولا أي منكر. هذا هو الممنوع، وما عداه فلي ولكم فيه فسحة.
والله أعلم.