الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همكم، ويكشف كربكم، ويصلح أمركم، ويؤلف بين قلوبكم الحق والهدى، وأما جواب سؤالك: فإن كنت لا تستطيع الغسل من الجنابة بسبب برودة الماء الشديدة بحيث تخشى من استعماله مشقة شديدة كحدوث مرض أو زيادة مرض موجود ونحو ذلك، ولا تجد ما تسخنه به أو تجده ولكن بثمن زائد عن المعتاد نتيجة للظروف الحالية التي في بلدكم فيجزئك التيمم، ولا إعادة عليك على الراجح من أقوال أهل العلم -رحمهم الله- لقصة عمرو بن العاص لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم عام ذات السلاسل، قال: احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد فأشفقت -إن اغتسلت- أن أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي صلاة الصبح، قال: فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له، فقال: يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟ قال: قلت: يا رسول الله إني احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد فأشفقت -إن اغتسلت- أن أهلك، وذكرت قول الله عز وجل: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا. فتيممت ثم صليت، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئاً. رواه أحمد وأبو داود.
والله أعلم.