الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الصحابي الجليل أبا مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة أنصاري لم يشهد بدراً -على الصحيح- كما قال الذهبي في السير، وإنما نزل ماء بدر فاشتهر بذلك، وهو ممن شهد بيعة العقبة الثانية وكان أصغر القوم، وشهد أحداً وما بعدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو معدود من علماء الصحابة، نزل الكوفة وبنى بها دارا، واستخلفه علي رضي الله عنه على الكوفة عندما خرج إلى صفين، وتوفى بالمدينة سنة إحدى وأربعين.
وأما أبو يعلى فهو شداد بن أوس بن ثابت.. الخزرجي الأنصاري وهو ابن أخي حسان بن ثابت شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، من فضلاء الصحابة وعبادهم جمع بين العلم والحكمة والعبادة والجهاد.. ولا علاقة له بتميم بن أوس الداري من جهة النسب... ولاه عمر رضي الله عنه إمارة حمص، ولما قتل عثمان اعتزل الفتنة وتفرغ للعبادة والعلم.. حتى توفي ببيت المقدس سنة ثمان وخمسين عن خمس وسبعين سنة.
وأما تميم بن أوس الداري فهو أبو رقية تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن جذيمة اللخمي الفلسطيني والداري نسبة إلى الدار بطن من لخم، ولخم فخذ من يعرب بن قحطان وفد تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع فأسلم وكان نصرانياً، ثم انتقل إلى الشام بعد مقتل عثمان فنزل ببيت المقدس، وكان كثير التهجد والعبادة توفي سنة أربعين رضي الله عنه، ويمكن أن تطلع على المزيد عن هؤلاء الأعلام في كتاب السير للذهبي وغيره.
والله أعلم.