الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السعي في هداية الخلق مطلب شرعي متأكد على كل من يستطيع عمله أن يعمله، وأن أحسن الوسائل في تحقيق ذلك دعوة الناس بالقرآن والسنة، وبيان الحق لهم، واستعطافهم وحضهم على الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة بالترغيب، وبيان ما في ذلك من الأجر والمثوبة، وإقناعهم بسلوك طريق الخير عن طريق الحوار والجدال بالتي هي أحسن، فقد قال الله تعالى: قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ {الأنبياء:45}، وقال تعالى: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ {الأنعام:19}، وقال تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {النحل:125}، ولا مانع أيضاً من استخدام أي وسيلة أخرى لا تشتمل على محرم كاستخدام ما لا يشتمل على المحظورات من الوسائل الإعلامية والتمثيلية، وأما ما اشتمل على المحرم فهو ممنوع شرعاً ولن يؤتى أكله؛ لأن الغاية عندنا لا تبرر الوسيلة، ولما في الحديث: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد.
فعلى من يريد استخدام هذه الوسيلة أن يبتكر طريقة للتمثيل ليس فيها اختلاط نساء ولا ظهور عاريات ولا موسيقى ولا غير ذلك، وراجع للمزيد من الفائدة في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 35022، 3127، 76368، 76189، 72242، 67753، 23633، 65318، 19761، 27287.
والله أعلم.