الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يحصل شيء في الكون إلا بقضاء وقدر، لقول الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}، ولقوله تعالى: قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا {التوبة:51}، ولما في حديث مسلم: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس. وهذا ما يتعين على المسلم اعتقاده فإن الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان الستة المذكورة في حديث مسلم، ولا يتم إيمان العبد إلا بالإيمان به، ففي الحديث: لا يؤمن المرء حتى يؤمن بالقدر خيره وشره. رواه الترمذي وأحمد وصححه الألباني والأرناؤوط.
وفي الحديث: ولو أنفقت جبل أحد في سبيل الله ذهبا ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير ذلك لدخلت النار. رواه أبو داود وصححه الألباني.
وأما تفسير ما حصل فإنه ليس عندنا فيه شيء، إلا أنه لا يبعد أن تكون الأخت اعتبرت أخاها أساء إليها فغضبت منه، ثم غضب هو لما خاطبته خطاباً يعتبره غير لائق به، وراجعي في موضوع الإيمان بالقدر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 25613، 75915، 75054، 47818، 16183.
والله أعلم.