الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله الذي من على هذه الفتاة بالتوبة من هذه العلاقة الخبيثة، ونسأله سبحانه وتعالى أن يمن عليها بالثبات، وعليها أن تحصر الصلوات والصيام اللذين تركتهما وتقضيهما حسب قدرتها، وذلك بان تصرف كل وقتها الزائد عن حوائجها وحقوق نفسها من الراحة كالنوم ونحوه لقضاء الصلاة.
وأما الصوم فتصوم الأيام التي تتمكن منها وتفطر الأيام التي لا تستطيعها بسبب مرض ونحو ذلك لأنها متعدية في فطرها فلزمها أن تقضي على الفور، وليس لها أن تعدل عن الصوم إلى الإطعام بدله إلا عند العجز عن الصوم عجزا مستمرا لمرض أو كبر.
وأما الجماع في نهار رمضان فلا يوجب الكفارة إلا إذا كانت صائمة وأفسدت صومها بالجماع، وأما إذا لم تنو الصوم أصلا ووقع جماع في نهار رمضان فلا تجب الكفارة.
ولا كفارة عليها في تأخير قضاء صوم رمضان إلى ما بعد رمضان الآخر إلا إذا كانت تعلم وجوب القضاء بين الرمضانين.
وكفارة التأخير هي إطعام مسكين لكل يوم، وقد قدره أهل العلم بـ(750) جراما من الأرز تقريبا، ولا يجزئ إخراجها نقودا بدل الطعام عند جمهور أهل العلم رحمهم الله تعالى، ولكن إن تعسر ذلك فلا حرج في الأخذ بمذهب أبي حنيفة في إخراجها نقودا، ويجوز إعطاء المال أو الطعام لشخص واحد.
والله أعلم.