الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيستحب في حق الأنبياء أن يجمع في الدعاء لهم بين الصلاة والسلام ، قال ابن القيم في كتابه ( جلاء الأفهام ) : أما سائر الأنبياء والمرسلين فيصلى عليه ويسلم ، قال تعالى عن نوح عليه السلام : وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {الصافات: 78 ـ 80 } وقال عن إبراهيم خليله : وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ {الصافات: 108 ـ 109 } وقال تعالى في موسى وهارون : وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآَخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ {الصافات: 119 ـ 120 } وقال تعالى : سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ {الصافات: 130 } فالذي تركه سبحانه على رسله في الآخرين هو السلام عليهم المذكور .... وأما الصلاة عليهم فقال إسماعيل بن إسحاق في كتابه : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا عمر بن هارون عن موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صلوا على أنبياء الله ورسله فإن الله بعثهم كما بعثني . صلى الله عليهم وسلم تسليما . اهـ .
وهذا الحديث المذكور رواه البيهقي في شعب الإيمان وهو حديث حسن كما في صحيح الجامع ، وسلسلة الأحاديث الصحيحة ، وكلاهما للشيخ الألباني ، ويتأكد الجمع بين الصلاة والسلام في حق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وتراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم : 38427 ، وأما الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم وللأنبياء عموما بما قد يشعر نقصا كالدعاء بالرحمة والمغفرة ومن هذا القبيل فيما يظهر الدعاء بالرضا فقد سبق ذكر أقوال أهل العلم فيه في الفتوى رقم : 24871 ، وأما الدعاء بالرضا فيستحب في حق الصحابة، بل ويستحب في حق غيرهم على الراجح، كما بينا في الفتوى رقم : 10967 .
والله أعلم .