الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الفعل مما ينبغي أن يشكر عليه الزوج ويمدح به، إذ لا يجب عليه إسكان الأم ولا استقدامها على نفقته. ولكن لا ينبغي ان يضيع صنيعه بالمن والأذى كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ {البقرة:264}، وليعلم أن الإحسان إلى أم الزوجة والبر بها من الإحسان إلى الزوجة وإكرامها وحسن عشرتها، وقد بينا فضله ومثوبته في الفتويين: 45589، 6682.
فينبغي أن يكف عما يجرح مشاعر حماته، ويبتعد عما يكدر صفوها ويكسر خاطرها من الأقوال والأفعال، وله المثوبة على ذلك إن قصد به وجه الله. وله الذكر الحسن والثناء الجميل.
وننصحك أيتها السائلة الكريمة ببيان الأمر له بحكمة ولين، وعرض هذه الفتوى عليه، وعدم تعنيفه ومجادلته وإغلاظ القول عليه، إذ يدرك بالرفق ما لا يدرك بالشدة والعنف. وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه. متفق عليه. وللفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 1032.
والله أعلم.