الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته من نقص القدرة على التركيز في العبادة وعدم الرغبة في فعل النوافل قد ذكر أهل العلم له عدة أسباب منها:
· الغلو والتشدد في الدين، ففي سنن النسائي وابن ماجه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين.
· الإكثار من المباحات؛ لأنه يؤدي إلى سيطرة الشهوات، والتكاسل عن الطاعات. والله تعالى يقول: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف:31].
· قلة تذكر الموت والدار الآخرة، فإن من شغل بعمل الدنيا انصرف عن هم الآخرة.
· التقصير في عمل اليوم والليلة، كالتقصير في بعض الواجبات.
· مصاحبة أهل السوء.
· الوقوع في المعاصي .
وللعلاج ينبغي أن تعيدي النظر فيما كان عليه حالك لتعرفي أي هذه الأمور كان هو السبب، وننصحك بما يلي:
1- البعد عن المعاصي والسيئات كبيرها وصغيرها.
2- المواظبة على عمل اليوم والليلة من صلاة وذكر وعبادة.
3- استغلال الأوقات الفاضلة، ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري: فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة.
4- صحبة الصالحين.
5- معرفة سنن الله في الكون وأن الله يبتلي عباده المؤمنين ليظهر إيمانهم وصبرهم وصدقهم ويرفع درجتهم.
6- معرفة مداخل الشيطان وأنه واقف لعباد الله في الطريق يريد أن يصدهم عن طريق الله المستقيم.
7- إعطاء النفس مقدارا من الراحة بالمباح حتى لا تمل وتفتر وتنقطع.
8- مداومة النظر في كتب السيرة والتاريخ والتراجم لمعرفة كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هو والرعيل الأول من السلف، والسعي إلى الاقتداء بهديه صلى الله عليه وسلم.
9- تذكر الموت وما بعده من سؤال الملكين في القبر ومن ظلمته، والميزان والصراط والجنة والنار، فمن تذكر ذلك جعله في شغل بالآخرة عن الدنيا.
10- التزود من العلم النافع.
11- محاسبة النفس بصورة مستمرة.
والله أعلم.