الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله -تبارك وتعالى- أن يهديك ويوفقك للحق والصواب، وأن يجعل لك من أمرك يسراً.
وينبغي أن تعلم أيها السائل الكريم أن الحياة الزوجية لا تستقيم إلا بالتفاهم وحسن الخلق والتغاضي عن الهفوات ما أمكن، وهذا ما بيناه في الفتوى رقم:2589، والفتوى رقم:8102، .
والواجب على هذه الزوجة أن تطيع زوجها في المعروف، وطاعة المرأة لزوجها سبب لرضا ربها وصلاح حالها، ولا ينبغي للزوجة أن تفتح أذنيها لكلام المحرضين والمفسدين، ولو كان ذلك من أقرب الناس إليها كأمها أو أبيها. ومن أعظم الإفساد إفساد المرأة على زوجها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجهاً، أو عبداً على سيده. رواه أبو داود وغيره، والتخبيب هو: الإفساد، وانظر الفتوى رقم: 118100.
ولا ينبغي إدخال الأهل في المشاكل الزوجية لأن ذلك مما يفاقمها ويزيدها -في الأغلب- كما هو الحال هنا. فعلى زوجتك أن تكف عن نقل أسرار بيتها وما يختلج بين جوانبه إلى أمها أو غيرها . ولتعلم أنها ناشز بخروجها من بيتها دون سبب معتبر لذلك كما ذكرت، وقد بينا حكم النشوز وما يترتب عليه في الفتويين رقم:1103، 30145.
وأمها مشاركة لها في تلك المعصية ما دامت تحرضها على البقاء وتمنعها من الخروج إلى بيت زوجها وهذا من التعاون على الإثم والعدوان. قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ {المائدة:2}
ولكن ينبغي التعامل بحكمة مع هذا كله، ومن ذلك محاولة استرضاء المرأة وأمها وتوسيط من له وجاهة عندهم لحل المشكلة، فإن لم يفد ذلك شيئا فينبغي رفع الأمر إلى المحاكم الشرعية لتلزم المرأة بالرجوع إلى بيتها أو تحكم بما تراه، فهي الفيصل عند استحكام الخلاف واحتدام النزاع. نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد.
وللفائدة ننصحك بمراجعة الفتويين رقم: 9226، 67315.
والله أعلم.