الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحج لا يجب على الشخص إلا إذا توفرت لديه شروط الاستطاعة والتي تقدم بيانها في الفتوى رقم: 22472، والفتوى رقم: 12664.
والحج له فضائل عظيمة، فمن حيث سقوط الفرض ليس هناك من الطاعات ما يقوم مقامه، ومن حيث الثواب فقد ثبت أن من صلى الصبح في جماعة وجلس في مصلاه حتى تشرق الشمس ثم صلى ركعتين كتب له ثواب حجة وعمرة. ففي سنن الترمذي من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تامة تامة تامة. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، وحسنه الشيخ الألباني.
وكون هذه الطاعة تعدل ثواب حجة لا يعني أنها تعادل الحج في كل شيء كمغفرة الذنوب -مثلا- كما سبق في الفتوى رقم: 54394، وراجعي أيضا الفتوى رقم: 17018.
وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لا يشرع شد الرحال إليها، بل تكون تبعا لزيارة مسجده صلى الله عليه وسلم، وراجعي التفصيل في الفتوى رقم: 54526.
ولا علم لنا بنوع من أنواع الذكر يعدل ثوابه ثواب الحج، مع أن ذكر الله تعالى كله فضله عظيم وثوابه جزيل، وراجعي الفتوى رقم: 59782.
وبإمكانك أن تحولي حياتك كلها إلى عبادة بامتثال أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه وفعل ما استطعت من الطاعات مع الإخلاص فيها لله تعالى، حتى الأعمال العادية من أكل وشرب ونوم يمكن تحويلها إلى عبادة إذا صحت النية فيها وكانت موافقة لشرع الله تعالى، وراجعي المزيد في الفتوى رقم: 58107.
ومن فضل الله تعالى وجوده وكرمه أنه لم يحدد لمغفرة الذنوب واستجابة الدعاء مكانا بعينه لا يغفر لأحد إلا فيه، ولا زمانا كذلك، ولكن متى تاب المرء توبة نصوحا واستغفر ربه وأناب إليه غفر له، وراجعي الفتوى رقم:17160، والفتوى رقم: 28748. وكذلك الدعاء متى تحققت الشروط وانتفت الموانع استجاب الله تعالى للداعي في أي زمان أو مكان، وراجعي الفتوى رقم: 2395.
والله أعلم