الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف على هذا الدعاء في شيء من كتب السنة، وبالتالي فلا نراه صحيحا، فأمارات الوضع ظاهرة عليه ففيه مخالفة للحق في بعض الأمور، وذلك دليل واضح على عدم كونه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، فمن ذلك عدم جودة الأسلوب وهي من أمارات الوضع؛ كما قال صاحب طلعة الأنوار في أمارات الموضوع :
يعرف بالركة والإقرار * وبالقرائن كالاقشعرار . اهـ .
وهذه الركة جلية في قوله" وأسر في العطاء إلى قوله وبالأسماء يدعوك بها جبريل" , ومن ذلك مخالفة الحقائق الثابتة بالوحي، فالله تعالى يحيى العظام وهي رميم بقوله كن فيكون، وخلق عيسى عليه السلام بقوله كن فيكون كما هو منصوص في آية مريم وآية يس، ومن ذلك كون عيسى خلق من روح القدس، فروح القدس هو جبريل لقوله تعالى : قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ {النحل: 102 } والله لم يخلق عيسى من جبريل؛ وإنما خلقه بكلمة كن كما نص عليه الإمام أحمد ، وراجعي الفتوى رقم : 1892 ، ويضاف إلى هذا أنه لم يثبت أن لله تعالى أسماء خاصة خلق ببعضها كذا وببعضها كذا، وإنما ثبت عنه تعالى أنه قال : إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ {يس: 82 } وراجعي الفتاوى التالية أرقامها : 70670 ، 53348 ، 9347 ، 49867 ، 39792 .
ثم إننا نوصيك بأن لا تتعودي من المواقع إلا ما عرفت أنه ملتزم بمنهج الشرع الحنيف، فإن كثيرا من المواقع قد أراد منها أصحابها محاربة دين الإسلام وصرف أهله عن الصراط المستقيم .
والله أعلم .