الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم -أيها الأخ الكريم- أن الربا خطره عظيم وذنبه كبير، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ {البقرة: 278-279}. والمؤمن مطالب بأن يبتعد عن أي تعامل فيه ربا، قال صلى الله عليه وسلم: الربا سبعون حوبا أو قال سبعون بابا أيسرها أن ينكح الرجل أمه. رواه ابن ماجه عن ابن مسعود رضي الله عنه.
وإيداع المال في البنوك الربوية فيه تعاون على الإثم والعدوان الذي حرمه الله تعالى، قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة : 2}.
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك فإنه قد اشتمل على محذورين اثنين :
1ـ أنك ذكرت أنك عندما ينقص رصيد حسابك بالدينار تقوم بتمويله عن طريق دفع صكوك بالدولار وهذه العملية تسمى صرفا، والواجب في صرف العملات أن تكون يدا بيد وإلا دخلها ربا النساء، وكونك دفعت شيكا بألفي دولار وأخذت مقابله بالدينار قبل أن يصل المبلغ من الخارج يعتبر ربا ولو لم يقتطع عليه نسبة .
2 ـ أن السحب الذي قمت به قبل وصول التمويل إلى حسابك هو المسمى عند البنوك بالسحب على المكشوف، وهو في حقيقته قرض لصاحب الحساب، فيكون أخذ نسبة مئوية عليه ربا أيضا ، لكن بما أنك كنت تجهل كل هذا ولست متعمدا المعصية فنرجو أن لا يكون عليك إثم فيما قمت به، فالله تعالى يقول: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب: 5} ولكن واجبك الآن هو أن تسحب بقية ما عندك في هذا البنك وتودعه في بنك إسلامي إن أمكنك ذلك، وأن لا تعود للإيداع في بنك ربوي ما لم تضطر إلى ذلك .
والله أعلم.