الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي أن يسئل عن الأمر قبل وقوعه وهل يجوز فعله أم لا ؟ أما الآن وقد حصل ما حصل ودفعت البنت إلى أبيها . فإن كان لدى أهلها علم بفساد البيئة التي أرسلوا إليها البنت فلا شك أنهم آثمون فيما فعلوا، وعليهم أن يتوبوا إلى الله تعالى منه، ويتداركوه إن أمكن باسترجاع البنت برفع القضية إلى المحكمة . لأن الحضانة إنما يراعى فيها حق المحضون ومصلحته أولا . وأما إن لم يكن لديهم علم بفساد البيئة التي أرسلوا البنت إليها وكان دفعهم لها لمصلحة أمها كي تتزوج لرفضها الزواج مع وجود ابنتها فلا حرج في ذلك إن كان برضاها(أي أم البنت) إذ لا يتعين عليها ولا على أمها حضانة البنت مع وجود غيرهما وإن كانا هما الأحق بذلك لمزيد شفقتهما وكمال عنايتهما بالمحضون .
وهنالك جملة من الأحكام تتعلق بالحضانة وحكمها والأحق بها، وجواز رجوع الحاضن في حقه في الحضانة إذا أسقطه. وقد بينا ذلك كله في الفتويين رقم: 6256، 23628، فنرجو مراجعتهما والاطلاع عليهما.
والله أعلم.