الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يشك عاقل ذو فطرة سليمة في خطر اختلاط الطلاب الأجانب، وقد فطن لهذا الأمر بعض الكفار فبدؤوا يدعون للفصل بين الطلاب، والتراجع عن التعليم المختلط، ويتعين على من كانت عنده سلطة أن يسعى في تخفيف الشر قدر ما يمكنه قياماً بمسؤولية الله له عما يرعاه وقياماً بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، وكل من رأى منكراً أو علم به يتعين عليه السعي في تغييره.
ولهذا فننصحك بالسعي في تخفيف الشر ما أمكن، فاحرصي على الفصل بين الطلاب، فاجعلي الدارسات بالدورة على حدة، والدارسين على حدة، واستخدمي للذكور ذكرا وللنساء أنثى، ولو استدعى الحال رفع المكافأة أو زيادة التكاليف، فالسلامة من الذنوب لا يعدلها شيء، وأما إن غُلبت على الأمر وعلمت أنك لا تستطيعين التأثير وأمكنك ترك العمل دون لحاق ضرر بك يصعب تحمله عادة فيتعين عليك الاحتياط لنفسك والبعد عن القيام بما يجر للاختلاط، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 48092، 62390، 50494، 5310، 3539، 70489.
والله أعلم.