الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيجب عليك يا أخي الكريم إن استشرت في هذا الرجل أن تذكره بما فيه من العيوب لأنك مؤتمن، وترك بيان حقيقته غش نهانا الله عنه.
وفي صحيح مسلم وغيره من حديث فاطمة بنت قيس وفيه أنها ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم بن هشام تقدما لخطبتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له ...
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث: في هذا الحديث فوائد منها جواز وصف الإنسان بعيب فيه للتعريف أو مصلحة تترتب عليه، لا على قصد التنقيص، وهذا أحد وجوه الغيبة المباحة وهي ستة مواضع يباح فيها ذكر الإنسان بعيبه ونقصه وما يكرهه، وقد بينتها بدلائلها واضحةً في آخر كتاب الأذكار الذي لا يستغني متدين عن مثله.اهـ
وقال الإمام النووي في موطن آخر: وفيه دليل على جواز ذكر الإنسان بما فيه عند المشاورة وطلب النصيحة ولا يكون هذا من الغيبة المحرمة بل من النصيحة الواجبة.اهـ
بل نص جمع من الأئمة منهم ابن حجر الهيتمي الشافعي رحمه الله في تحفة المحتاج على أنه يجب على المسلم أن يبين وينصح ولو لم يستنصح فقال : (ومن استشير في خاطب)... أو لم يستشر ... (ذكر) وجوبا ... (مساوئه) الشرعية وكذا العرفية فيما يظهر أخذا من الخبر الآتي [وأما معاوية فصعلوك لا مال له] ... الخ
ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم 57460.
والله أعلم