الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر أنه لا فرق بين دخول بيت الخلاء والحمام في استحباب التسمية عند دخولهما لأن الغرض هو الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان، وهذا لا يختص ببيت الخلاء عن الحمام الذي يخص الاستحمام، ويدل لذلك ظاهر حديث الترمذي: ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول بسم الله، كما يدل له الأثر الذي في مصنف ابن أبي شيبة ولفظه: كان يقال إن ستر ما بين عورات بني آدم وبين أعين الجن والشياطين أن يقول أحدكم إذا وضع ثيابه بسم الله، فظاهر الحديث والأثر استحباب التسمية عند دخول الحمام والاستعاذة بالله تعالى من الشياطين لأنه مكان وضع الثياب وكشف العورة، قال المناوي في فيض القدير عند كلامه على حديث الترمذي المتقدم: فإن اسمه تعالى كالطابع على ابن آدم فلا تستطيع الجن فك ذلك الطابع، قالوا: ويتأكد للنساء عند دخول الخلاء وفي كل خلاء فإن الجن يشركون الإنس فيهن فيتعين طردهم بالمحافظة على التسمية. انتهى.
هذا في التسمية، وأما أذكار قضاء الحاجة فالظاهر أنها خاصة ببيت الخلاء إذ لم نطلع على من ذكر استحبابها عند دخول الحمام.
والله أعلم.