الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأصل أن تعليم القرآن جائز في المسجد وذلك لما روى مسلم في صحيحه، عن عقبة بن عامر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم؟ فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك، قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل. وفي رواية أبي داود (فيتعلم آيتين)، لكن لما كان المسجد أولى مقاصده وأكبر مهماته أداء الصلاة فيه فإنه يشترط لجواز التعليم فيه أن لا يؤدي ذلك إلى التشويش على المصلين أو رفع الصوت فوق الحاجة احتراماً للمسجد، وانظر كلام أهل العلم في هذا المعنى في الفتوى رقم: 50388، والفتوى رقم: 11503.
قال النووي رحمه الله في المجموع: يستحب عقد حلق العلم في المساجد وذكر المواعظ والرقائق ونحوها، والأحاديث الصحيحة في ذلك كثيرة مشهورة. انتهى.
وعليه.. فالأفضل إقامة هذه الحلقات في المسجد إذا التزمت آداب المسجد من عدم التشويش ونحوه.
والله أعلم.