الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس لحماتك أن تطردك من بيتك، ولا ينبغي أن تستجيبي لها إن أرادت ذلك، ولا حرج عليك أن تدافعي عن نفسك، وعلى ولدها أن يمنعها من الظلم والتسلط عليك، وإن كان الأولى والذي ننصحك به هو مسامحتها والتجاوز عن هفوتها، فقد قال الله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت: 34 ـ 35]، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن قرابته الذين يصلهم ويقطعونه ويحسن إليهم ويسيؤون إليه، ويحلم عليهم ويجهلون عليه، قال له:لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. ومعنى (تسفهم المل)، تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم كما يلحقهم الألم في الرماد الحار، ولله در القائل:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم لطالما ملك الإنسان إحسان
فينبغي أن تعصي الشيطان، وتذهبي إلى حماتك في بيتها، وتسلمي عليها، وتعتذري لها، فربما بلغها عنك ما تكره، وبذلك تميتين الخلاف، وترضين زوجك وتعينينه على طاعة وجلب رضا والديه، فتكونين زوجة صالحة، وللفائدة انظري الفتوى: 68088، وإذا فعلت ما عليك بأن سلمت عليها متى ما لقيتها وزرتها، فقد فعلت ما عليك، فإن استجابت هي فبها ونعمت، وإلا فإنها تبوء بالإثم وحدها؛ كما بينا في الفتوى: 25074.
والله أعلم.