الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إحسانك إلى هذه البنت واعتبارك إياها يتيمة وسعيك في إصلاح أخلاقها أمر محمود شرعا، فقد رغب الله في الإحسان إلى اليتامى وأبناء السبيل، فقال: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ {البقرة: 83 } ويلحق باليتامى وابن السبيل في أهمية العطف عليهم اللقطاء ومن لا يعرف أهله، وعليك أن ترحميها وتشفقي عليها ولا تهينيها، فالراحمون يرحمهم الرحمن؛ كما في حديث الترمذي، وعليك أن تحاولي إقناعها أولا بالأخلاق الحميدة، فحضيها على الصدق والعفة والأمانة والوفاء، ورهبيها وانهيها برفق عن أخلاق السوء كالكذب والحلف كذبا والسرقة والخيانة، وهذا لا يتم إلا إذا علمتيها ما تيسر من أمور الدين، وليس لك أن تعاقبيها بحد السرقة لأن حد السرقة لا يقيمة إلا سلطان المسلمين أو نائبه، فلا يقيمة الوالد على ابنه ولا على من أجره، ولك أن تؤدبيها بالضرب بعد استنفاد الوسائل الأخرى بقدر ما تضربين ولدك، فقد أفتت عائشة وسعيد بن المسيب بجواز ضرب اليتيم للأدب ، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها : 24777 ، 34860 ، 61344 ، 22128 ، 15991 .
والله أعلم .