الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من كان قويا في دينه يعنف عليه أكثر من ضعفة الدين ، فقد ذكر ابن حجر في فتح الباري نقلا عن السهيلي : أنه إنما اشتد الغضب على من تخلف وإن كان الجهاد فرض كفاية لكنه في حق الأنصار خاصة فرض عين لأنهم بايعوا على ذلك ومصداق ذلك قولهم وهم يحفرون الخندق :
نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا
فكان تخلفهم عن هذه الغزوة كبيرة لأنها كالنكث لبيعتهم كذا قال ابن بطال قال السهيلي ولا أعرف له وجها غير الذي قال . اهـ .
وقد ذكر ابن حجر في الفتح وجها آخر : وهو أنه أذا استنفر الإمام الجيش عموما لزمهم النفير ولحق اللوم بكل فرد تخلف ، وذكر ابن حجر أيضا في جملة فوائد الحديث : أن منها أن القوي في الدين يؤاخذ بأشد مما يؤاخذ الضعيف في الدين .
وأما البعد عن أسباب الذنب فهو متعين على التائب ، فاستعيني بالله واحرصي على أسباب الاستقامة على التوبة وحاولي اللحاق بكلية أخرى، فإن لم تجدي كلية مناسبة فادخلي في هذه الكلية مع التحفظ التام من قرب أسباب الذنب ومخالطة أهل السوء، واستغرقي وقتك واعملي تفكيرك في المراجعة للدروس وفي تعلم ما تيسر لك من العلم الشرعي ، واحرصي على صحبة المؤمنات الملتزمات وحافظي على الصلوات في أوقاتها ، وواظبي على الأذكار المقيدة والمطلقة ، وأكثري من مطالعة كتب الرقائق والترغيب والترهيب . وراجعي الفتاوى التالية أرقامها : 56129 ، 59868 ، 72497 ، 26170 .
والله أعلم .