الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:
فإن سورة الفرقان من السور المكية، ولم نقف على سبب خاص لنزولها جملة، والقرآن الكريم، منه ما ينزل لسبب يذكر، ومنه ما ينزل لغير سبب، فليس كل سورة، أو آية لها سبب نزول معروف، وقد ذكر الواحدي بسنده عن ابن عباس قال: لما عير المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاقة، وقالوا: ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق. حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل جبريل عليه السلام من عند ربه معزيًا له، فقال: ربك يقرئك السلام، ويقول لك: وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ..
وقوله تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا.. إلى آخر الآيات، عن ابن عباس: نزلت في ناس من أهل الشرك، قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا... ثم أتوا محمدًا عليه الصلاة والسلام، فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزلت: والذين لا يدعون مع الله إلهًا آخر إلى قوله غفورًا رحيمًا. انتهى ملخصًا من أسباب النزول للواحدي.
والله أعلم.