الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تناصح المسلمين فيما بينهم وتواصيهم بالحق والصبر وتعاونهم على البر والتقوى من آكد المطالب الشرعية، فهم بهذا يسلمون من الخسران ويحققون مقصد خلقهم الذي هو العبادة والانقياد لله تعالى ، ومن حق المسلم على إخوته أن لا يسلموه إذا وقع منه الخطأ بل إن عليهم أن يصبروا عليه ويكرروا مناصحته دائما ويكثروا الدعاء له ويحرضوه على الدعاء وسؤال الله الهدى ولا يملوا من ذلك ، فقد صبر نوح عليه السلام ألف سنة إلا خمسين عاما يدعو قومه ليلا ونهارا سرا وجهارا ولم يمل منهم ، وظل النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عمه للإسلام حتى ساعة وفاته ، واعلم أن من أهم الوسائل الناجحة في إصلاح الخطأ أن يبين الحكم أو يناقش عند الخلاف بغض النظر عن قائله حتى لا يتعصب للباطل عملا بمنهج ما بال أقوام يقولون كذا ، وأما من تاب فيتعين ستره وعدم التشهير به والتذكير بقولته دائما ، وراجع لمعرفة التفصيل في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها : 18788 ، 60052 .
والله أعلم .