الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الله عز وجل: ادفع بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ. {فصِّلت:34،35} ، وقال الحبيب صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن قرابته الذين يصلهم ويقطعونه ، ويحسن إليهم ويسيؤون إليه، ويحلم عليهم ويجهلون عليه، قال له : لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. ومعنى (تسفهم المل) تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم، كما يلحقهم الألم في الرماد الحار.
فلا بأس أن تذهبي إلى أهل زوجك وتعتذري لهم، وهذه هي نصيحتنا لك مادام في ذلك حل للمشكلة وفيه رضى للزوج ولو كانوا على خطأ ، فهم قرابتك على كل حال.
وذلك من الدفع بالتي هي أحسن، ولعل الله أن يبدل العدواة بينك وبينهم إلى مودة وموالاة، وما يلقاها إلا الذين صبروا .
وينبغي أن تكون العلاقة بينك وبين زوجك أكبر من هذا، بحيث لا تعصف بها مواقف كهذه، فتقوية هذه العلاقة وترسيخها، والاهتمام بكسب محبة الزوج وثقته يقضي على كثير من المشاكل، ولن يحصل ذلك دون ثمن تقدمينه من طاعة للزوج وإخلاص له وصدق معه ونحو ذلك.
والله أعلم .