الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالرؤيا لا تكون من الله إلا إذا كانت صالحة، أما الرؤيا غير الصالحة فهي من الشيطان وتسمى حلما ، وفي الحديث "الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان"، قال في عمدة القارئ في شرح هذا الحديث:
قوله: الصالحة صفة للرؤيا إما صفة موضحة للرؤيا لأن غير الصالحة تسمى بالحلم كما ورد الرؤيا من الله والحلم من الشيطان ، وإما مخصصة أي الرؤيا الصالحة لا الرؤيا السيئة أو لا الكاذبة المسماة بأضغاث الأحلام، والصلاح إما باعتبار صورتها وإما باعتبار تعبيرها. قال القاضي يحتمل أن يكون معنى الرؤيا الصالحة والحسنة حسن ظاهرها، ويحتمل أن المراد صحتها. ورؤيا السوء تحتمل الوجهين أيضا سوء الظاهر وسوء التأويل. انتهى
إذا فالرؤيا إذا لم تكن صالحة سواء في صورتها أو في تعبيرها فهي حلم من الشيطان، ولا تكون من الله إلا إذا كانت صالحة. قال ابن العربي: ومعنى صلاحها استقامتها وانتظامها. انتهى.
وعليه فما ترينه ما هو إلا أحلام من الشيطان، لعدم صلاحها واستقامتها، ولا يشترط كون الحلم مخيفا، من الشيطان، بل ويكون عدم الصلاح باعتبار صورة هذه الرؤيا وباعتبار تأويلها.
والرؤى خارجة عن كسب الإنسان، فلا تؤاخذين عليها، وليس فيها خيانة للزوج، كما أنها لا تدل على عدم قبول التوبة، فهي أضغاث أحلام، ويكفيك أن تستعيذي بالله منها، وتتبعي الأدب النبوي عند رؤيتها، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 53369.
والله أعلم.