الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن سب الرسول صلى الله عليه وسلم وسب الإسلام يرتد به المسلم وينتقض به عهد الكافر إن كان له عهد عند المسلمين، ولولي أمر المسلمين أن يعاقبه العقوبة التي يستحقها قتلا كانت أو غيره، ولكن يصير حربيا بمجرد ردته أي له حكمه في الجملة........ ، ومع ذلك فإن خيانته في أمانته لا تجوز لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك. رواه الترمذي.
فقد ورد النص بأن المسلمين إذا خافوا من الكفار الخيانة ونقض العهد بأن ظهر من قرائن أحوالهم ما يدل على خيانتهم، فإن المسلمين لا يعاملونهم بالمثل، فلا يغدرون بهم، ولا ينقضون العهد معهم، بل يخبرونهم بعدم استمرار العهد بين الطرفين، قال تعالى: وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ. {الأنفال: 58}.
وعليه، فلا نرى لك إباحة البوح بكلمة مرور بريد هذا الكافر، ولكن يجب عليك قطع العلاقة به إن كانت علاقة مودة وصداقة .
والله أعلم.