الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اشتمل سؤالك على عدة أمور نجملها فيما يلي:
- قولك إنكم حين تزورون بيت جديك تجدون هناك من يقومون باستعمال طقوس الدجل مثل البخور المنتن والتمتمة بكلام لا معنى له، ومحاولاتهم أخذ أمك معهم إلى السحرة، وظنهم أن تلك الأعمال تحبب فيهم أزواجهم.
- قولك إنكم قررتم مع أمكم مقاطعة كل من خالاتك الثلاث وخالك.
- سؤالك عما إذا كانت أمك إذا اشترت لجدك السجائر يكون عليها في ذلك شيء أم لا؟.
وحول النقطة الأولى: فإنه لا يجوز الذهاب إلى السحرة أو الكهنة أو العرافين، ولا العمل بما يأمرون به، ولا تصديقهم فيما يقولون، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه فيما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد والحاكم.
وفي سنن البيهقي ومسند أبي يعلى عن عبد الله بن مسعود قال: من أتى ساحراً أو كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً.
وحول النقطة الثانية: فإن صلة الرحم من القضايا التي حثنا عليها ديننا الحنيف، والقرآن الكريم والسنة مملوءان بالآيات والأحاديث التي ترشد إلى ذلك، فالله جل وعلا قد قرن قطع الأرحام بالفساد في الأرض، قال الله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ {محمد:22}.
فاصبروا واحتسبوا الأجر عند الله، وقابلوا ما تجدونه من أذى بالإحسان وبالصبر الجميل، ولتكن هذه الآية أمامكم، وهي قوله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34-35}.
ونذكركم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل يشكو إليه سوء معاملة أقاربه له قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فإنما تسفهم المل (الرماد الحار) ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. رواه مسلم وأحمد وأبو داود.
وأما موضوع التدخين فنحيلك في حكمه على الفتوى رقم: 1819.
وبناء عليه فلا يجوز لوالدتك أن تشتري السجائر لأبيها، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد وصححه السيوطي والهيثمي والألباني.
والله أعلم.