الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الذي ننصحك به - بعد تقوى الله تعالى والاستقامة على طريقه - أن تحمد الله تعالى على ما من به عليك من نعم حُرِم منها كثير من الشباب، وتسأله المزيد منها والعون على شكرها، ولتعلم أن خير الناس من طال عمره وحسن عمله، فقد روى الإمام أحمد والترمذي وصححه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله.
واستقامتك على طاعة الله تعالى دليل على رضاه عنك، وإن أصابتك البلايا والمصائب. فإن الله تعالى يبتلي عباده بما شاء من الخير ومن الشر، ويعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولكنه لا يعطي الدين إلا لمن يحب، قال الله تعالى: فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ* وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ* كَلَّا.... {الفجر:15-16-17}، أي ليس الأمر كما زعم، فإن الله تعالى: إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي مرفوعاً وحسنه.
ولهذا ننصحك بالاستقامة على طريق الحق والصبر على ما تلاقيه في هذه الحياة، فهي دار ابتلاء وامتحان واختبار، ولتكثر من ذكر الله تعالى ودعائه فبذلك يطمئن قلبك وينشرح صدرك، كما قال الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ* الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ {الرعد:28-29}، وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 22830، والفتوى رقم: 25874.
والله أعلم.