الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كيفية النية في الصلاة هي كما ذكر الأخ السائل وهي أن يستحضر المصلي النية عند البدء بالصلاة، لكن يشترط تعيين الصلاة التي هو بصددها من ظهر أو عصر أوغيرهما، وكل ذلك بالقلب لا باللفظ ،أي بأن يستحضر بقلبه أنها ظهر أو عصر مثلاً.
والأمر كما قال الأخ السائل أن الإنسان لا يفعل الفعل إلا بنية أي بقصد ما، ولذلك قال بعض أهل العلم لو كلف الناس أن يعملوا عملاً بلا نية لكان تكليفاً بما لا يطاق، فالإنسان لا يقدر على عمل دون أن يقصد به شيئاً، ولكن البحث هنا: ما هو هذا القصد؟ فما تشترك فيه العادة والعبادة كالغسل مثلاً لا بد من قصد العبادة ليخرجه ذلك القصد عن كونه عادة، فقد يغتسل الجنب في وقت الحر للتبرد ولا يستحضر غير ذلك عند الغسل، فهذا لا يقع غسلاً عن الجنابة لأنه لم ينو، وهكذا. وما لا تشترك فيه العادة والعبادة تأتي النية للتميز بينه وبين العبادة الأخرى المشابهة له؛ كالصلاة تقع فرضاً ونفلاً والنية هي التي تميز ذلك، وتقع ظهراً وعصراً والنية هي التي تميز ذلك وهكذا، ولبيان أحكام النية في الصلاة طالع الفتوى رقم: 22021، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 43991، والفتوى رقم: 22773.
والله أعلم.