الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينبغي لمن ابتلي بما لا يسره من مصيبة بمرض أو سوء حظ أو نحوهما أن يحصر أسباب ذلك في السحر أو العين أو نحو ذلك ويغفل عن الأسباب الأخرى، فكون ما يصيب المرء من تعثر في حياته وضيق في عيشه بسبب سحر أو عين ونحوهما احتمال وارد، لكن ينبغي أن يجعل هذا الاحتمال آخر الاحتمالات لا أولها، لأن فيه إلقاء باللوم على الغير واتهاما له وسوء ظن بالمسلمين بغير بينة.
فقد يصاب المرء بسبب ذنوبه ومعاصيه، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشُّورى:30} وفي الحديث: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد وابن ماجه وحسنه السيوطي.
والواجب حيال ذلك التوبة وتقوى الله عز وجل، فتقوى الله عز وجل فيها الفرج والمخرج وتيسير الأمور، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2- 3}، وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً {الطلاق: 4}
وقد يصاب بالبلاء ليختبر صبره ويعلم صدقه، قال تعالى: ألم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ {العنكبوت:1-3} وقال سبحانه: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الخُسْرَانُ المُبِينُ {الحج:11}
والواجب حيال ذلك الصبر على قضاء الله واحتساب الأجر من الله عز وجل. قال صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه.
وأما السحر فهو احتمال وارد وله علاج شرعي سبق بيانه في الفتاوى التالية أرقامها: 60924، 31469، 70195، ولا بأس بطرحه والأخذ بأسباب علاجه، ويجب الحذر من سلوك طريق المشعوذين الدجالين والتعلق بغير الله عز وجل.
نسأل الله أن يأجر الأخت أجر الصابرين ويرضيها بما قسم لها ويجعل ذلك في ميزان حسناتها وأن يرزقها الرزق الحسن ويصلح لها دينها ودنياها.
والله أعلم.