الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أن من سب الله تعالى أو سب الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد كفر كفرا مخرجا من الملة بإجماع أهل العلم ولو كان قارئا للقرآن ومحافظا على الصلوات وقائما بأحكام الإسلام. قال ابن قدامة: ومن سب الله تعالى كفر، سواء كان مازحا أو جادا، وكذلك كل من استهزأ بالله تعالى أو بآياته أو برسله أو كتبه...
ولكنا لا نظن أن ما يصدر منك هو سب بالفعل، لما ذكرته عن نفسك من الالتزام والخوف من غضب الله، والذي نرجحه هو أنك لا تنطقين بالسب وإنما يوسوس لك الشيطان بأنك تفعلين ذلك، والوسوسة لا مؤاخذة عليها. فإن من فضل الله تعالى على المسلم أنه لا يؤاخذه بما يدور في صدره ما لم يتكلم أو يعمل، ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تتكلم.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: أوقد وجدتموه؟ قالوا نعم ، قال: ذاك صريح الإيمان. وقد نص العلماء على أن مراده بـ "ذاك صريح الإيمان"هو أن كراهة ذلك وبغضه صريح الإيمان، وليس المراد وجوده. فالواجب عليك أختي الكريمة أن تعرضي عن ذلك ما استطعت، وما غلبك منه فلست محاسبة عليه.
وإذا كنت جازمة بأنك تنطقين بكلمات السب –فعلاً- فمعنى ذلك أنك قد وصلت بك الوسوسة إلى حد لم يعد لك قصد ولا معرفة بما تقولينه أو تفعلينه، وفي هذه الحالة أيضا لست مؤاخذة بما يصدر منك، لأنك صرت كالمجنونة والمكرهة.
وعلى أية حال، فإننا ننصحك بالإكثار من تلاوة القرآن وخاصة المعوذتين وآية الكرسي والفاتحة، وتلاوة سورة البقرة وآل عمران في البيت، فإن قراءة سورتي البقرة وآل عمران تطردان الشيطان من البيت قطعا.
كما ينبغي لك المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، فإنها تعصم المسلم من الشيطان.
والله أعلم.