الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عن السؤال نحذر الأخ السائل من الانجرار وراء وسوسة الشيطان في وسائل الطهارة، وذلك بأن يخيل له الشيطان أنه خرج منه شيء ولم يخرج أو أنه بقي عليه شيء بعد اكتمال الاستنجاء، فهذا كله من وسوسة الشيطان، وقد سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم:46818، ما ذا يعمل من أصيب بهذا النوع من الوساوس فليراجعها، ولكن ما دام في هذه المسألة قد وجد في ثوبه أثر المذي بعد فترة وجيزة من حصول التردد في الرطوبة المذكورة فإن هذا يدل على أن الرطوبة التي أحس بها كانت مذيا وقد صلى متلبسا به، وعليه أن يغسل ما أصابه من المذي من بدنه وثوبه ويغسل ذكره ويتوضأ ويعيد الصلاة لأنه تبين أنه صلى بغير وضوء وليراجع الفتوى رقم:49490، أما بخصوص السؤال الثاني فإن أرجل هؤلاء الذين يتوضؤون ويخرجون إلى المسجد حفاة لها حكم الطهارة، والأماكن التي يطؤونها من المسجد باقية على طهارتها، بل إن اعتبارها غير طاهرة للسبب المذكور من التنطع في الدين، فمن القواعد المعروفة عند الفقهاء أن الأصل في الأشياء الطهارة حتى يحصل اليقين بنجاستها. قال النووي في شرحه لصحيح مسلم بعد ذكره لحديث الرجل الذي يشك في حصول الحدث في الصلاة: وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام وقاعدة عظيمة من قواعد الفقه، وهي أن الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطارئ عليها. انتهى
والله أعلم