الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن نصحح نص الآية التي أوردتها في سؤالك، وهي قول الله تعالى: الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ {النور: 3}.
وقد أحسنت في قولك إنك تريد إنسانة تعينك على التمسك بدينك، فالمرأة ذات الدين هي التي ينبغي للمسلم أن يبحث عنها. فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
وما ذكرت أنك وقعت فيه مع تلك الفتاة من مقدمات الزنا، وقولك إنها هي التي أغوتك به، وأنها غير متحجبة، وأنه قد أتاك عدة هواتف تؤكد لك ما تشك فيه من أمرها، يدل كله على أن هذه الفتاة ليست هي الإنسانة التي ستعينك على التمسك بدينك.
فإذا توصلت إلى إقناعها بالتوبة وارتداء الحجاب، والابتعاد عن جميع مواطن الريب، فلا بأس بالاحتفاظ بها. لأن المرء إذا تاب من الذنب توبة صادقة كان كمن لا ذنب له، كما في الحديث الشريف.
وإن تبين لك أنها لا ترعوي عما هي فيه، ولا تريد الالتزام بالدين، فالخير لك في الابتعاد عنها والبحث عن فتاة صالحة تعينك على التمسك بدينك.
والله أعلم.