الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي يظهر لنا أن سؤالك عن الوسوسة، وما تسببه لك من أذى في الوضوء وغيره.
وإذا كان الأمر كذلك فنقول: إن أهم أمر لعلاج الوسوسة بعد الاستعانة بالله تعالى، وكثرة ذكره، والتقرب إليه بالأعمال الصالحة: عدم الالتفات إلى الوسوسة والاسترسال معها، ومخالفة ما تدعو إليه وتقتضيه، فإذا اعتراك الوسواس أثناء الوضوء، ودعاك إلى إعادة غسل عضو مثلاً، فلا تلتفت لذلك، وأكمل الوضوء، وهكذا لو جاءك الوساوس ودعاك إلى إعادة الوضوء فلا تعده، ووضوءك صحيح، وصلاتك صحيحة.
فأنجع دواء عملي في هذا هو قطع السبيل على الوساوس، والإعراض الكامل عما تأتي به، وإقناع النفس بأن هذا هو الحكم الشرعي، وأنه هو الذي ينال به رضى الله، وأن عكسه -وهو الاسترسال في متابعة الوساوس- قد يعرض المرء لسخط الله، لأنه من اتباع خطوات الشيطان.
وقد نص العلماء على أن للشيطان نزغتين: نزغة غلو، ونزغة تقصير، بأيهما ظفر قنع.
ومتابعة الوسواس من قبيل الأولى.
والله أعلم.