الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا غير صحيح، فقد ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب وابن هبة الله في تاريخ دمشق وغيرهما أن الحسن طلب من عائشة الإذن بالدفن في بيتها فوافقت ثم قال لأخيه الحسين بن علي رضي الله عنهم قد كنت طلبت إلى عائشة إذا مت أن تأذن لي فأدفن في بيتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت نعم، وإني لا أدري لعلها كان ذلك منها حياء، فإذا أنا مت فاطلب ذلك إليها، فإن طابت نفسها فادفني في بيتها، فلما مات الحسن رضي الله عنه أتى الحسين رضي الله عنه عائشة رضي الله عنها فطلب ذلك إليها فقالت نعم وكرامة ، وبهذا يعلم أن عائشة رضي الله عنها وافقت على الأمر، ولكن منع من دفنه في البيت اعتراض مروان على ذلك، وكان الحسن رضي الله عنه أوصى إذا منع القوم دفنه في البيت أن لا يراجعوا في الأمر، وأن يدفن في البقيع، وسعى أبوهريرة وابن عمر رضي الله عنهم في إقناع الحسين بذلك تفاديا لوقوع الفتنة بين المسلمين، هذا وليعلم أن أهم ما يتعين على المسلم الاعتناء به هو السعي في اتباع الصحابة في أعمالهم والاقتداء بهم والاستفادة من سيرهم وعدم تتبع خلافاتهم، وراجع الفتوى رقم: 70135 والفتوى رقم:64160 .
والله أعلم.