التوتر الناتج عن المداومة على صلاة الجماعة

29-6-2006 | إسلام ويب

السؤال:
أود أن أشكركم على هذا الموقع المفيد عسى الله أن يبارك فيكم وسؤالي :خطيبي دخل الإسلام قبل ستة سنوات تقريبا وهو ينتمي إلى إحدى الدول الأوروبية ، وهو والحمد لله شديد المحافظة بكل فروضه ومن أشد المتمسكين بدينه وفي غاية السعادة لاكتشافه لطريق السعادة الأبدية والهداية ولكن هناك مشكلة تقض مضجعه وهي أنه عندما يؤدي صلاة الجماعة لعدة مرات متتالية في اليوم فإنه يصبح شديد العصبية ويصاب بالقلق والتوتر ، أنا نفسي لاحظت ذلك الشيء عدة مرات عندما نصلي سويا ، ما هو السبب ؟ أنا أشعر بالقلق تجاه هذا الموضوع خاصة وأننا سوف نتزوج قريبا ؟ هل يمكن أن يكون السبب في قلبه بمعنى أنه هناك ذرة من الكفر هي التي تسبب له هذه الحالة أم أنه الشيطان أم ماذا ؟؟؟؟ أفيدوني أرجوكم.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله عزوجل أن يثبت الإيمان في قلب خطيبك ويريه الحق حقا ويرزقه اتباعه, ويريه الباطل باطلا ويرزقه اجتنابه, ويعينه على أخذ الدين من جميع جوانبه كما قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً  {البقرة:208} ومن الإسلام الذي أمر الله به صلاة الجماعة فقال : وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ { البقرة:43} وجاءت السنة النبوية تحث على ذلك وترغب فيه كقوله صلى الله عليه وسلم: إن صلا ة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده, وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل, وما كثر فهو أحب إلى الله تعالى . رواه أحمد وأبو داود . وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها, ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم, والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد, فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له فلما ولى دعاه فقال :هل تسمع النداء بالصلاة ؟ قال :نعم. قال: فأجب . فصلاة الجماعة تسبب الراحة والطمأنينة وقد يكون ما يعتري خطيبك ليس بسبب صلاة الجماعة, بل بسبب آخر, وقد يكون من كيد الشيطان يكره إليه صلاة الجماعة ليبعده عنها ويحرمه من لذة الطاعة وطمأنينتها؛ فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم, وليسد عليه كل المنافذ. ولا نستطيع أن نقول إن ما يحصل له بسبب كفر في قلبه؛ لأن هذا لا  يعلمه إلا الله. والمسلم مأمور بالحكم على الظاهر دون السرائر . والذي نريد أن نختم به الجواب هو أن خطيبك أجنبي عنك لا يجوز لك الخلوة به ولا الحديث معه لغير حاجة أو فيما يثير الشهوة ويوقع في الفتنة. ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم:1151 .

والله أعلم.

www.islamweb.net