الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمام أمة من الأمم التي خلقها الله كغيرها من أمم الحيوانات التي هي موجودة على وجه هذه الأرض، قال الله تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ {الأنعام: 38}. ولا يجوز الاعتداء عليها أو على بيضها إلا لجلب مصلحة راجحة، أو دفع مفسدة لا يمكن دفعها إلا به.
وإتلاف بيض الحمام هو من الإفساد في الأرض وإهلاك النسل اللذين وردت مذمة الساعين فيهما في كتاب الله العزيز. قال الله عز وجل: وَلَا تَبْغِ الفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ {القصص:77} . وقال الله تعالى: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الفَسَادَ {البقرة:205} .
ومع هذا فجميع ما في هذا الكون مسخر للإنسان كي ينتفع به، قال الله تعالى: وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الجاثية:13}
فإذا كان في بعض هذه المسخرات إضرار محقق بالإنسان فلا حرج عليه في رفع الضرر عنه بالوجه الذي يليق.
وعليه، فلا نرى مانعا من إتلاف بيض الحمام المذكور إذا كان ذلك هو الوسيلة الوحيدة للتخلص من ضرره المحقق والذي يعسر احتماله.
والله أعلم.