الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى عليك ما أوجبه الله تعالى من البر بالوالدين والإحسان إليهما وطاعتهما ولو كانا كافرين يجاهدان أبناءهما على الشرك، فكيف بالوالدين المسلمين، إلا أن هذه الطاعة مقيدة بالمعروف، وفيما لا إجحاف فيه بالولد ولا إضرار، لقوله صلى الله عليه وسلم : لا ضرر ولا ضرار. رواه أحمد والبيهقي ، فما وضعته أمك من شروط لا يجب عليك طاعتها فيها لسببين : الأول أنها ليست من المعروف ، والثاني : أن فيها ضررا بك وبأبنائك، وقد سبق أن طاعة الوالد لا تلزم في تطليق الزوجة إذا كان لمجرد التشهي أو لعدواة وقعت بينهما وليس لأمر ديني، وانظر الفتوى رقم : 3651 ، أما المال الذي قدمته الأم كمساعدة في زواجك ، فيلزمك رده إذا كانت قدمته على أنه دين عليك ونوت الرجوع عليك فيه، أما إذا قدمته كهدية فلا يجوز لها الرجوع فيها ولا يلزمك رده.
وعلى كلٍ؛ فإننا ننصحك بالصبر أولاً، وببر أمك والإحسان إليها والتلطف بها، والدعاء أن الله يصلح ذات بينكم جميعا، كما نوصي زوجتك بمثل ذلك وبدفع السيئة بالحسنة ، فإن ذلك كفيل بإذن الله أن يؤتي ثمارا طيبة محمودة العاقبة في الدنيا والآخرة . .
والله أعلم .