الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن الاختلاط في الدراسة خطر كبير، وكنا قد بينا ذلك من قبل فلك أن تراجعي فيه فتوانا رقم: 11320.
وما ذكرته من تصرف الأستاذ وتسويته لصديقتك معك في الدرجة، مع أنها مقرة بتفوقك عليها، والأستاذ يشهد بذلك، قد يكون فيه ظلم لك وقد لا يكون.
ذلك أن للأستاذ معايير كثيرة ومقاييس متنوعة لتقويم طلبته، فقد يعطي الدرجة العليا لهذا لحسن إجابته، وقد يعطيها لذاك لحسن سلوكه، وقد يعطيها لآخر مراعاة لظروفه النفسية لتكون حافزا له على الجد والمثابرة، وقد يعطيها لمعايير أخرى يحددها هو انطلاقا من الظروف البيئية والنفسية التي فيها الطلبة.
وعلى أية حال، فإن نصيحتنا لك هي مواصلة الدراسة في فصل غير مختلط إن أمكن ذلك، أو التوقف عنها إن كنت لا تحتاجين إلى الشهادة التي تريدين الحصول عليها.
وليس هذا من باب أنك مظلومة وأنه هو الرد المناسب لما فعله ذلك الأستاذ، ولكن من باب الاحتياط للدين. فإن جميع ما يمكن أن يكسبه المرء في هذه الدنيا لا يساوي شيئا إذا قيس بما يترتب على أية مخالفة شرعية.
فدين المرء رأس ماله ولله در القائل:
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه فما فاته منها فليس بطائل.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى إنه سميع الدعاء.
والله أعلم.