الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عليك أن تفي بالشرط الذي اتفقت عليه مع الجهة التي وفرت ظروف الدراسة في الخارج فالمسلمون على شروطهم، فقد روى الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلمون على شروطهم إلا شرطا حرم حلالا أو أحل حراما. صححه الألباني، وقال مالك في الموطأ: ما أدركت الناس إلا وهم على شروطهم، لكن إذا كنت تخشى الفتنة في دينك عندما تذهب إلى بلادك فعليك أن تخبر صاحب المنحة أو الجهة التي اتفقت معها واشترطت عليك الرجوع إلى بلدك، فإن شاء واصلها لك وإن شاء قطعها عنك، وإذا طالبك بما صرف عليك فله الحق في ذلك ما لم يتنازل عنه.
ثم إن الخشية على الدين وعدم استطاعة إظهار شعائره وظهور المنكرات وعدم النهي عنها لا شك أنها من دواعي الهجرة وما يستوجبها، فإذا كنت تخاف على دينك إذا عدت إلى وطنك وكان المكان الذي تقيم فيه تستطيع أن تقيم فيه شعائر دينك وتدعو إليه فلا شك أن الإقامة في غير وطنك أفضل وأسلم، وربما تكون واجبة، فالسلامة في الدين لا بعد لها شيئ وخاصة إذا كان معها إمكان الدعوة إليه بحرية، فالمحافظة على الدين هي أولى الضروريات الخمس، ولهذا فإننا نوصيك بتقوى الله والحذر من مخالطة الفتن المنتشرة في بلاد غير المسلمين والتي يتعرض لها كثير من أبناء المغتربين، ومما يساعدك على القيام بواجبك صحبة الأخيار هناك وإعداد برنامج تتفقه من خلاله في دينك وتحافظ على دعوتك
والله أعلم .