الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالفوائد التي تعطيها البنوك التجارية لعملائها هي الربا الحرام الذي جاءت النصوص الشرعية بتحريمه ، والإنذار بحرب فاعله . والواجب على من وقع في شراك هذه البنوك أن ينسحب منها فورا ، وأن يندم على ما حصل منه ، ويتخلص من الفوائد التي حصل عليها في الماضي ، لأنها مال لا يحل له الانتفاع به لحرمة الطريق الموصل إليه . وما آل إلى الورثة من هذا النوع من الأموال لا حق لهم فيه ، إذ هو ليس من التركة بيقين ، لأنه مال علمت حرمته ، فوجب اجتنابه ، وعليهم أن ينفقوه في أوجه الخير وسبل المنافع العامة ونحو ذلك . ولكن بما أن الورثة المذكورين فقراء كما ورد في السؤال ، فهم كغيرهم من الناس في إمكان الانتفاع بهذه الفوائد ، لأنهم لم يكتسبوها بأنفسهم ، فكانوا كغيرهم من أهل استحقاقها . وقد تبين لك مما ذكر أنك إذا كنت حقا متصفا بصفة الفقر في الزمن الذي كان ينفق عليك من هذه الفوائد فليس عليك في الماضي شيء . وإذا كانت ثمت فوائد قد حصلت بعد استغنائك فتلك فقط هي التي يجب عليك التخلص منها .
والله أعلم .