الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ورد في القرآن الكريم تفضيل بني إسرائيل على العالمين في زمانهم لأن فيهم الأنبياء في تلك الفترة والدعاة والمصلحين، ولم يوجد في غيرهم من الأمم ما وجد فيهم من الأنبياء مما كان موجودا فيهم في ذلك الزمان.
وقد ذكرهم الله عز وجل بذلك في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ{البقرة:47}
وقد أخذ عليهم العهد بواسطة أنبيائهم إذا بعث نبي آخر الزمان أن يؤمنوا به ويتبعوه، فقال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ...{آل عمران: 81}
والحكمة من بعثة معظم الأنبياء في بني إسرائيل كثرة فسادهم وعصيانهم وتمردهم، فاحتاجوا إلى الإصلاح دائما، فالمجتمع الفاسد يحتاج دائما إلى كثير من جهود الدعاة والمصلحين, كما أن الأمراض البدنية والنفسية إذا تفشت وانتشرت في مجتمع فإنه يحتاج إلى مزيد من الأطباء والمعالجين.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى: 16329، 51338، 55426، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.